1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الثالث عشر من شعب الإيمان وهو باب التوكل بالله عز وجل والتسليم لأمره تعالى في كل شيء
صفحة جزء
[ 1219 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني علي بن محمد الرازي ، قال : كان أبو عثمان ، يقول في مواعظه : " يا عبد الله فيما ذا تتعب قلبك ؟ وتنازع إخوانك ، وتعادي على طلب الرياسة والعز أشكالك وأخدانك ؟ وتعمل في هلكة حسناتك بالحسد لمن هو فوقك ؟ كأنك لم تؤمن بمن أخبر أنه يعز من يشاء ، ويذل من يشاء ، ويؤتي الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء ؟ فاستعمل العلم في ظاهرك إن كنت تاجرا أو كاسبا أو زارعا ، وأجمل في الطلب ، واترك الحرام والشبهات جميعا ، فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وحظها من عزها ورياستها ورزقها ، ولو هرب العبد من رزقه لأدركه رزقه ، كما لو فر من الموت ، [ ص: 458 ]

قال : واليقين لا يمنع الموقنين من طلب الحظ الوافي من الدنيا ، وإنما يدل على ترك الفضول رضا بالقليل ، وزهد في الكثير اتباعا لرسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ، ولأصحابه فإنهم أئمة المتوكلين ، والزاهدين مع ما وصفنا من الأمن بما لك ، والإياس مما ليس لك ، وإن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، ومن زعم أن اليقين يمنع طلب القوت والكفاف فقد جهل اليقين وخالف سنن السلف الصالحين ، فقد تقدم في ذلك مع صدق التوكل الأنبياء وأتباعهم ، وخلافهم خلاف الحق ، وموافقتهم موافقة الحق والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية