1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الثالث عشر من شعب الإيمان وهو باب التوكل بالله عز وجل والتسليم لأمره تعالى في كل شيء
صفحة جزء
[ 1225 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت فارس بن عيسى الصوفي ، - وكان من المتحققين بعلوم أهل الحقائق - يقول : سمعت الجنيد بن محمد ، يقول : " الفقراء ثلاثة : فقير لا يسأل وإن أعطي لم يأخذ ، فذلك من الروحانيين ، وفقير لا يسأل وإن أعطي أخذ ، فذلك من المقربين ، وفقير يسأل وكفارة مسألته صدقة .

قال فارس : شرط الطلب أن يكون الطالب غير معتقد أولا منيب للطلب ولا مميز ، ولا قاصدا إلى زيد دون عمرو ولا إلى عمرو دون زيد بأن يعتقد أن الله هو الرزاق ، ويطلب الرزق من حيث أمر ، فيكون الله المعطي والعبد سبب له والله المسبب ، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو توكلتم على الله حق توكله . . . " الحديث [ ص: 460 ]

ولما أثبته النبي صلى الله عليه وسلم ، متوكلا لم يخل مع توكل من الحركات مع عدم المطالب ، والقاصد في حركاته ، كان المتحرك بالوصف الذي قدمنا ذكره ، متوكلا مع وجود الحركة منه كالطير مع وجود الحركة فيه بتصحيح النبي صلى الله عليه وسلم التوكل له ، ولم يمنعه من الحركة على معنى وصفه .

قال البيهقي رحمه الله : " فمن ذهب إلى هذا فتكسب بإذن الله تعالى في ذلك ، وشكر الله تعالى على أنه جعله سببا لمعاشه ، وأنه هداه له ، وأعانه عليه ، ونفعه به ، ثم من زهد منهم في الدنيا ورغب في الآخرة ، اكتفى بأقل ما يكون قوتا ، وتصدق بالباقي ، كما كان القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصنعونه ، أو اقتصر على اكتساب أقل ما يكون قوتا ، ثم اشتغل بعد ذلك في العبادة والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية