صفحة جزء
فصل في بيان النبي صلى الله عليه وسلم وفصاحته .

قال الحليمي رحمه الله : " وهذا أشهر وأظهر من أن يحتاج إلى وصفه ولو لم يكن على ذلك دلالة سوى أن الله نصبه منصب البيان لكتابه ، فقال تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) .

لكان كافيا فإنه لو لم يكن آتاه البيان ولم يرق فيه إلى أعلى الدرجات لما رضيه لتبيين كتابه ، والكشف عن معاني خطابه ، قال : وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن سحائب مرت وذكر الحديث الذي : [ ص: 33 ]

[ 1363 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد الفارسي ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا عباد بن العوام ، حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث يعني التممي ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم دجن : " كيف ترون بواسقها ؟ " قالوا : ما أحسنها وأشد تزاحمها قال : " كيف ترون قواعدها ؟ " قالوا : ما أحسنها وأشد تمكنها ، قال : " كيف ترون جونها ؟ " قالوا : ما أحسنه وأشد سواده قال : " كيف ترون رحاها استدارت ؟ " قالوا : نعم ، ما أحسنها وأشد استدارتها قال : " كيف ترون برقها أخفوا أو وميضا أم يشق شقا ؟ " قالوا : بل يشق شقا قال : " الحيا " فقال له رجل : يا رسول الله ما أفصحك ما رأينا الذي هو أعرب منك ، قال : " حق لي وإنما أنزل القرآن علي بلسان عربي مبين .

قال أبو عبيد : قوله : " قواعدها - يعني قواعد السحاب - وهي أصولها المعترضة في آفاق السماء .

وأما " البواسق " ففروعها المستطيلة في السماء إلى وسط السماء وإلى الأفق الآخر .

والجون الأسود .

وقوله : " رحاها " فرحاها : استدارة السحابة في السماء [ ص: 34 ]

و " الخفو " هو الاعتراض من البرقة في نواحي الغيم .

والوميض : أن يلمع قليلا ، ثم يسكن وليس له اعتراض .

وأما الذي يشق شقا فاستطالته في الجو إلى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا وشمالا .

و " الحيا " هو المطر الواسع الغزير .

أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، أخبرنا أبو الحسن الكارزي ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد ، فذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية