1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الخامس عشر من شعب الإيمان وهو باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره صلى الله عليه وسلم
صفحة جزء
[ 1430 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو محمد الكعبي ، حدثنا إسماعيل بن قتيبة ، حدثنا يزيد بن صالح ، حدثنا بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان قال : بلغنا - والله أعلم - في قوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله ) .

يعني بذلك في شأن القتال ، وما يكون من شرائع دينهم ، يقول : لا تقضوا في ذلك شيئا إلا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية ، واستعمل عليهم منذر بن عمرو الأنصاري ، [ ص: 100 ] فذكر قصة قتل بني عامر تلك السرية وهم أصحاب بئر معونة ، ورجوع ثلاثة منهم إلى المدينة ، وأنهم لقوا رجلين من بني سليم جائيين من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : من أنتما ؟ فاعتزيا إلى بني عامر ، فقال النفر : إنا ثائرون بإخواننا فقتلوهما ، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبروه الخبر ، فكره النبي صلى الله عليه وسلم قتلهما ، فنزلت هذه الآية يقول : لا تقطعوا دونه أمرا ولا تعجلوا به .


وقوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) .

نزلت في ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري كان إذا جالس النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته إذا تكلم ، فلما نزلت هذه الآية انطلق مهموما حزينا ، فمكث في بيته أياما مخافة أن يكون قد حبط عمله ، وكان سعد بن عبادة جاره ، فانطلق حتى أتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بذلك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " اذهب فأخبر ثابت بن قيس أنك لم تعن بهذه الآية ، ولست من أهل النار بل أنت من أهل الجنة " فاخرج إلينا فتعاهدنا ، ففرح ثابت بذلك ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أبصره النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مرحبا برجل يزعم أنه من أهل النار ، بل غيرك من أهل النار ، وأنت من أهل الجنة " فكان بعد ذلك إذا جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخفض صوته حتى ما يكاد أن يسمع الذي يليه ، فنزلت فيه : ( إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ، لهم مغفرة وأجر عظيم ) فقتل يوم اليمامة [ ص: 101 ] .


وقوله : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ) .

فهم ناس من بني تميم كانوا ينادون النبي صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات يا محمد ألا تخرج فقال الله تعالى : ( ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم ) .

وكان فيهم عيينة بن حصن الفزاري .


وقد روينا هذا التفسير : عن مقاتل بن سليمان أبسط من هذا ، وبمعناه ذكره الكلبي فيما رواه عن أبي صالح ، عن ابن عباس أتم من ذلك وروينا عن أبي هريرة ، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه لما نزلت هذه الآية فقال : " والذي أنزل عليك الكتاب يا رسول الله ، لا أكلمك إلا كأخي السرار حتى ألقى الله عز وجل " .

التالي السابق


الخدمات العلمية