1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الخامس عشر من شعب الإيمان وهو باب في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره صلى الله عليه وسلم
صفحة جزء
[ 1446 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق ، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، ح [ ص: 115 ]

قال : وأنا أبو عبد الله بن يعقوب ، حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ، أخبرنا أبو النعمان محمد بن الفضل ، قالا : أخبرنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن كنانة بن نعيم العدوي ، عن أبي برزة الأسلمي ، أن جليبيبا كان امرءا من الأنصار كان يدخل على النساء ويتحدث إليهن قال أبو برزة : فقلت لامرأتي : اتقوا الله لا يدخلن عليكن جليبيب ، قال : وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذات يوم لرجل من الأنصار : " يا فلان زوجني ابنتك " . قال : نعم ونعمة عين ، قال : " إني لست لنفسي أريدها " . قال : فلمن ؟ قال : " لجليبيب " . قال : يا رسول الله ، حتى أستأمر أمها .

فأتاها فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك ، قالت : نعم ، ونعمة عين ، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : إنه ليس لنفسه يريدها ، قالت : فلمن ؟ قال : لجليبيب ، قالت : حلقي ، ألجليبيب إنيه ؟ ألجليبيب إنيه ألجليبيب إنيه لا لعمر الله ، لا أزوج جليبيبا ، فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت الفتاة من خدرها : من خطبني إليكما ؟ قالا : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : أفتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني ، فذهب أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : شأنك بها ، فزوجها جليبيبا [ ص: 116 ]

قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، لثابت : هل تدري ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم به ؟ قال : وما دعا لها به ؟ قال : " اللهم صب عليها الخير صبا صبا ، ولا تجعل عيشها كدا كدا " ، قال ثابت : فزوجها إياه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغزى له ، فأفاء الله عليه . فقال : " هل تفقدون من أحد ؟ " قالوا : نفقد فلانا وفلانا وفلانا ونفقد فلانا ، ثم قال : " هل تفقدون من أحد ؟ " قالوا : لا ، قال : " لكني أفقد جليبيبا ، فاطلبوه في القتلى " ، فنظروا في القتلى ، فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ، ثم قتلوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قتل سبعة ، ثم قتلوه ، هذا مني وأنا منه " ، يقولها مرارا ، فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعده ، ماله سرير إلا ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه في قبره قال ثابت : " فما كان في الأنصار أيم أنفق منها " .


أخرجه مسلم آخر هذا الحديث ، عن إسحاق بن عمر بن سليط ، عن حماد والجميع صحيح على شرطه .

وروينا في الحديث الثابت عن فاطمة بنت قيس حين خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 117 ] لأسامة بن زيد فكرهته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " طاعة الله ، وطاعة رسوله خير لك " ، قالت : فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به وفي رواية أخرى ، قالت : " فشرفني الله بابن زيد وأكرمني " .

وفي رواية أخرى : " فبورك لي فيه " ، وفي رواية أخرى : " فبارك الله لي في أسامة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية