صفحة جزء
[ 1486 ] أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، حدثنا أحمد بن عبيد ، حدثنا هشام بن علي ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله بن محمد ، عن أبي سلمة ، عن عائشة رضي الله عنها ، أو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحى أتى بكبشين أقرنين أملحين موجوءين ، فذبح أحدهما عن أمته من شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ ، ويذبح الآخر عن محمد ، وعن آل محمد " [ ص: 152 ]

وفي هذا دلالة على أن اسم الآل للقرابة خاصة لا لعامة المؤمنين ، والحديث الذي روي في الآل أنه " كل تقي " فإنه إنما رواه نافع أبو هرمز ، عن أنس بن مالك مرفوعا ، وأبو هرمز ضعفه أهل العلم بالحديث ، وتركوه . وقد حمله الحليمي رحمه الله على كل تقي من قرابته ، وأما أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن اسم أهل البيت لهن تحقيق وقد سمين آل النبي صلى الله عليه وسلم تشبيها بالنسب .

وقد روينا في الحديث الثابت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنما يأكل آل محمد من هذا المال " .

وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : " ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض " .

وقالت : " إن كنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لنمكث شهرا ما نستوقد بنار " .

وعن أبي هريرة أنه قال : " ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام حتى قبض " .

وإنما أراد بذلك أزواجه ، فدل ذلك على دخولهن في اسم الآل ، [ ص: 153 ]

وروينا في حديث أبي حميد الساعدي في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته تسمية أزواجه عند الصلاة عليه ، فدل ذلك على دخولهن في الصلاة عند الصلاة على الآل ، والله أعلم .

ومما يدخل في تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يقابل قول يحكى عنه ، أو فعل به يوصف أو حال له يذكر بما يكون إزراء به . ولا يسمى بشيء من الأسماء التي هي في متعارف الناس من أسماء الصعة ، فلا يقال - كان النبي فقيرا ، ولا يقال إذا ذكرت مجاعة أو شدة لقيها - مسكين كما يقال ذلك في مثل هذه الحال لغيره ترحما وتعطفا عليه ، وإذا قيل : كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب كذا ، لا يقابله أحد بأن يقول : أما أنا فلا أحبه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية