فصل في فضل العلم وشرف مقداره .
قال الله عز وجل : (
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم ) فقرن اسم العلماء باسم الملائكة كما قرن اسم الملائكة باسمه ، وكما وجب الفضل للملائكة بما أكرمهم به ، فكذلك يجب الفضل للعلماء بما أكرمهم به من مثله ، وقال : (
إنما يخشى الله من عباده العلماء ) .
فأبان أن خشيته إنما تكون بالعلم ، وقال : (
هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
[ ص: 218 ]
وقال لرسوله صلى الله عليه وسلم ممتنا عليه ، (
وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ) .
وقال : (
نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم ) .
وقال : يريد من أسلم بالعلم ، وقال : (
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) .