باب
القول في زيادة الإيمان ونقصانه ، وتفاضل أهل الإيمان في إيمانهم .
وهذا يتفرع على قولنا في الطاعات إنها إيمان ، وهو أنها إذا كانت إيمانا كان تكاملها تكامل الإيمان ، وتناقصها تناقص الإيمان ، وكان المؤمنون متفاضلين في إيمانهم كما هم يتفاضلون في أعمالهم ، وحرم أن يقول قائل : إيماني وإيمان الملائكة والنبيين صلوات الله عليهم أجمعين واحد قال الله عز وجل : (
ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ) .
وقال : (
وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) .
وقال : (
وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا ، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون ) .
وقال : (
ويزداد الذين آمنوا إيمانا ) فثبت بهذه الآيات أن الإيمان قابل للزيادة ، وإذا كان قابلا للزيادة فعدمت الزيادة كان عدمها نقصانا على ما مضى بيانه ، ودلت السنة على مثل ما دل عليه الكتاب " .
[ ص: 128 ]