صفحة جزء
[ 3049 ] وأخبرنا أبو الحسن المقرئ ، حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا محمد بن أبي بكر ، حدثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن المنذر بن جرير ، عن أبيه ، قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه قوم مجتابي النمار ، متقلدي السيوف ليس عليهم أزر ولا شيء غيرها ، عامتهم من مضر (بل كلهم من مضر) فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بهم من الجهد والعري والجوع تمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قام ، فدخل بيته ، ثم راح إلى المسجد فصلى الظهر ، ثم صعد المنبر - منبرا صغيرا - فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : "أما بعد ، ذلكم إن الله عز وجل أنزل في كتابه : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) . إلى قوله : ( رقيبا ) " .

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد ) . إلى قوله - ( لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون ) [ ص: 28 ]

"تصدقوا قبل أن لا تصدقوا ، تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة . تصدق امرؤ من ديناره ، تصدق امرؤ من درهمه ، من بره ، من تمره ، من شعيره ، لا تحقرن شيئا من الصدقة ، ولو بشق تمرة " فقام رجل من الأنصار بصرة فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو على منبره فقبضها وهو على منبره يعرف السرور في وجهه ثم قال : "من سن سنة حسنة فعمل بها كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها ، لا ينقص من أجورهم شيئا ، ومن سن سنة سيئة فعمل بها كان عليه وزرها ومثل وزر من عمل بها ، لا ينقص من أوزارهم شيئا " فقام الناس فتفرقوا فمن ذي دينار ، ومن ذي درهم ، ومن ذي طعام ، ومن ذي ومن ذي فاجتمع فقسمه بينهم " .


رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن عمر القواريري وغيره ، عن أبي عوانة .

التالي السابق


الخدمات العلمية