صفحة جزء
[ 3130 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل وأبو بكر محمد بن جعفر المزكي قالوا حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ، حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا همام بن يحيى حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة ، أن أبا هريرة حدثه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "إن ثلاثة نفر في بني إسرائيل : أبرص ، وأعمى ، وأقرع فأراد الله عز وجل أن يبتليهم فبعث الله ملكا فأتى [ ص: 84 ] الأبرص ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن ، وجلد حسن ، فقد قذرني الناس . قال : فمسحه ، فذهب عنه وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا . قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل ، أو قال : البقر - شك إسحاق ، إلا أن الأبرص والأقرع قال أحدهما : الإبل ، وقال الآخر : البقر - قال : فأعطي ناقة عشراء فقال : بارك الله لك فيها . قال : وأتى الأقرع ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ، ويذهب عني هذا الذي قد قذرني الناس ، فمسحه ، فذهب عنه وأعطي شعرا حسنا . فقال : أي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، فأعطي بقرة حاملا ، فقال : بارك الله لك فيها . قال : فأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله علي بصري ، فأبصر به ، قال : (فمسحه) فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم ، فأعطي شاة والدا ، فأنتح هذان وولد هذا ، فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم . قال : ثم أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين قد انقطع بي في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا أتبلغ عليه في سفري . فقال : الحقوق كثيرة . فقال له : كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس ، وفقيرا فأعطاك الله ؟ فقال : لقد ورثت هذا المال كابرا عن كابر . فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت . قال : فأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا ، ورد عليه مثل ما رد عليه هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت . قال : وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين وابن سبيل قد قطع بي في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : لقد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ، ودع ما شئت ، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته . فقال : أمسك مالك فإنما ابتليتم ، وقد رضي الله عنك ، وسخط على صاحبيك " .

رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ . [ ص: 85 ] وأخرجه البخاري من وجه آخر عن همام .

التالي السابق


الخدمات العلمية