صفحة جزء
[ 3169 ] أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ، حدثنا أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى ، حدثنا الفضل بن محمد البيهقي ، حدثنا هارون يعني ابن الفضل الرازي ، حدثنا جرير ، عن عمرو بن ثابت . قال : لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرا ، فسألوا عنه ، فقالوا : هذا مما كان ينقل الجرب بالليل على ظهره إلى منازل الأرامل .

قال البيهقي رحمه الله :

ومنها أن لا يمن على السائل ولا يؤذيه بالتعيير ، قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) .

وقال : ( قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ) . [ ص: 117 ]

ومعنى هذا - والله أعلم - أن الصدقة تسر السائل ، وتوجب للمعطي أجرا ، والمن والأذى يسوء السائل ، ويوجب على المعطي إثما ، فإذا ذهب أحدهما بالآخر قصاصا صار المعطي كأن لم يعط ولم يمنن ، وعاد إلى أصل أمره .

قال والحسنة إنما تكون بعشر أمثالها إذا أريد بها وجه الله عز وجل فإذا جاء المن فقد انصرفت العطية عن وجه الله إلى وجه المعطي ، ولولا ذلك لم يمن . وإذا انصرفت إلى وجهه ارتفع حكم التضعيف عنها ، وذهب ما كان فيها من إدخال السرور على المعطي أولا بإدخال المساءة فيها ثانيا ، فصار كل واحد من العطاء والمن كأن لم يكن ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية