صفحة جزء
[ 3212 ] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، قال سمعت عبد الواحد بن بكر ، يقول سمعت محمد بن داود الدقي يقول عن أبي العباس بن عطاء قال : سعى ساع بالصوفية إلى الخليفة ، فقال : إن هاهنا قوما من الزنادقة يرفضون الشريعة ، فأخذ أبو الحسين النوري ، وأبو حمزة والدقام (؟) ، وتستر الجنيد بالفقه فكان يتكلم على مذهب أبي ثور فأدخلوا على الخليفة ، فأمر بضرب أعناقهم فبدر أبو الحسين إلى السياف ليضرب عنقه ، فقال له السياف : ما لك بدرت من بين أصحابك ؟ فقال : "أحببت أن أوثر أصحابي بحياة هذه اللحظة ، فتعجب السياف من ذلك وجميع من حضر ، وكتب به إلى الخليفة ، فرد أمرهم إلى قاضي القضاة إسماعيل بن إسحاق ، فقام إليه النوري فسأله عن أصول الفرائض في الطهارة والصلاة فأجابه ، ثم قال : وبعد هذا فإن لله عبادا يأكلون بالله ، ويلبسون بالله ، ويسمعون بالله ، ويصدرون بالله ، ويردون بالله ، فلما سمع القاضي كلامه بكى بكاء شديدا ثم دخل على الخليفة فقال : إن كان هؤلاء القوم الزنادقة فما على وجه الأرض موحد .

التالي السابق


الخدمات العلمية