صفحة جزء
[ 3297 ] أخبرنا علي بن محمد المقرئ ، حدثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ، حدثنا يوسف بن يعقوب ، حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن جري عن رجل من بني سليم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده فإما عقدهن بيده ، وإما عقدهن بيد السلمي ، فقال : "سبحان الله نصف الميزان ، والحمد لله تملأ الميزان ، والله أكبر تملأ ما بين السماء والأرض ، والوضوء نصف الإيمان ، والصيام نصف الصبر " .

قال الحليمي رحمه الله : وهذا - والله أعلم - على أن جماع العبادات فعل أشياء [ ص: 197 ] وكف عن أشياء ، والصوم يقمع الشهوات فيتيسر به الكف عن المحارم ، وهو شطر الصبر ؛ لأنه صبر عن الشهوات ، ويبقى وراءه الصبر على المشاق ، وهو تكلف الأفعال المأمور بها . فهما صبران : صبر عن أشياء ، وصبر على أشياء ، والصوم معين على أحدهما ، فهو إذا نصف الصبر .

ومنها أنه سماه فرضا مجزيا ، وفي خبر آخر : زكاة ، ويرجع معناهما إلى أنه ينقص من قوة البدن وينحل الجسم فيكون الصائم ، كأنه أخرج شيئا من جسده لوجه الله - تعالى جده - وهو يجزيه به .

التالي السابق


الخدمات العلمية