صفحة جزء
[ 3421 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم [ ص: 277 ] البزار ببغداد ، حدثنا يعقوب بن يوسف القزويني ، حدثنا القاسم بن الحكم العرني ، حدثنا هشام بن الوليد ، عن حماد بن سليمان السدوسي ، - شيخ لنا يكنى أبا الحسن - ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن عبد الله بن عباس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الجنة لتنجد وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان ، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها "المثيرة " تصفق ورق أشجار الجنان ، وحلق المصاريع ، يسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه فيثبن الحور العين ، حتى يشرفن على شرف الجنة ، فينادين : هل من خاطب إلى الله فيزوجه ؟ ثم يقلن الحور العين : يا رضوان الجنة ما هذه الليلة ؟ فيجيبهن بالتلبية ، ثم يقول : هذه أول ليلة من شهر رمضان ، فتحت أبواب الجنة على الصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم " قال : ويقول الله - عز وجل : يا رضوان ، افتح أبواب الجنان ؛ ويا مالك أغلق أبواب الجحيم على الصائمين من أمة محمد ؛ ويا جبريل اهبط إلى الأرض فاصفد مردة الشياطين ، وغلهم بالأغلال ، ثم اقذفهم في البحار حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي صيامهم ، قال : ويقول عز وجل في كل ليلة من شهر رمضان لمناد ينادي ثلاث مرات : هل من سائل فأعطيه سؤله ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ من يقرض المليء غير المعدم ، والوفي غير الظلوم ؟ قال : ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار ، كلهم قد استوجبوا النار ، فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره . وإذا كانت ليلة القدر يأمر الله عز وجل جبريل عليه السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة إلى الأرض ، ومعهم لواء أخضر ، فيركز اللواء على ظهر الكعبة ، وله مائة جناح ، منها جناحان لا ينشرهما إلا في تلك الليلة ، فينشرهما في تلك الليلة ، فيجاوز المشرق إلى المغرب ، فيبث جبريل عليه السلام الملائكة في هذه الليلة ، فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ، يصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر ينادي جبريل : معاشر الملائكة ، الرحيل الرحيل! فيقولون : يا جبريل فما صنع الله في حوائج المؤمنين من [ ص: 278 ] أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول جبريل : نظر الله إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة " فقلنا : يا رسول الله! من هم ؟ قال : "رجل مدمن خمر ؛ وعاق لوالديه ؛ وقاطع رحم ؛ ومشاحن " قلنا : يا رسول الله! ما المشاحن ؟ قال : "هو المصارم . فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة . فإذا كانت غداة الفطر بعث الله الملائكة في كل بلاد فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك ، فينادون بصوت يسمع من خلق الله عز وجل إلا الجن والإنس ، فيقولون : يا أمة محمد! اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ، ويعفو عن الذنب العظيم ؛ فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل للملائكة : ما جزاء الأجير إذا عمل عمله ؟ فتقول الملائكة : إلهنا وسيدنا! جزاؤه أن توفيه أجره . قال فيقول : فإني أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامه رضائي ومغفرتي . ويقول : يا عبادي سلوني ؛ فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم ، ولا لدنياكم إلا نظرت لكم . فوعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني ؛ فوعزتي لا أخزيكم ، ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الحدود ، انصرفوا مغفورا لكم قد أرضيتموني ، ورضيت عنكم . فتفرح الملائكة ، ويستبشرون بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان " .

التالي السابق


الخدمات العلمية