صفحة جزء
[ 3704 ] أخبرنا أبو نصر عمر بن قتادة ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسن السراج ، حدثنا أبو شعيب الحراني ، حدثنا داود بن عمرو ، حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة قال : أتيت الرحبة فإذا أنا بنفر جلوس قريب من ثلاثين أو أربعين رجلا ، فقعدت معهم فخرج علينا علي بن أبي طالب رضي الله عنه فما رأيته أنكر أحدا من القوم غيري ، فقال : ألا رجل يسأل فينتفع ، وينفع جلساءه ؟ قال : فقام رجل فقال : ( والذاريات ذروا ) قال : [ ص: 453 ] الريح ، قال فما ( فالحاملات وقرا ) قال : هي السحاب ، قال : فما ( فالجاريات يسرا ) ؟ قال : هي السفن قال : فما ( فالمقسمات أمرا ) ؟ قال : هي الملائكة .

قال : فما (الجوار الكنس) ؟ قال : هي الكواكب .

قال : فما (السقف المرفوع) ؟ قال : السماء .

قال : فما (البيت المعمور) ؟ ، قال : بيت في السماء يقال له الضراح ، وهو بحيال الكعبة من فوقها ، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون فيه أبدا .

قال : ثم جلس الرجل . فقال علي : ألا رجل يسأل فينتفع وينفع جلساءه ؟ قال : فقام رجل فقال : ما (العاصفات عصفا) ؟ قال : الريح ، فقال له رجل : ألا تحدثني ماذا البيت ؟ هو أول بيت وضع في الأرض ؟ قال : لا ولكنه أول بيت وضع فيه البركة [ ص: 454 ] ( مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ) وإن شئت أنبأتك كيف بني ؟ إن الله عز وجل أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن ابن لي بيتا في الأرض ، فضاق إبراهيم بذلك ذرعا ، فأرسل الله إليه السكينة ، وهي ريح خجوج حتى انتهت إلى مكة ، وتطوقت موضع البيت ، وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة . قال : فبنى إبراهيم حيث استقرت السكينة .

قال : وكان يبني هو وابنه حتى بلغ موضع الحجر الأسود ، فقال إبراهيم لابنه : ابغني حجرا . قال : فذهب الغلام يبني ساقا فقال إبراهيم : ابغني حجرا كما أمرتك ، قال : فذهب الغلام ليلتمس حجرا ، قال : فأتاه وقد ركب الحجر الأسود في مكانه ، فقال له : يا أبت من أتاك بهذا الحجر ؟ قال : أتاني به من لم يتكل على (بنائي و) بنائك ، جاءه به جبريل عليه السلام من السماء .

قال : فبناه ، فمر عليه الدهر ، فانهدم ، فبنته العمالقة ، قال : فمر عليه الدهر فانهدم ، فبنته جرهم ، فمر عليه الدهر فانهدم فبنته قريش ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجل شاب ، فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود واختصموا فيه ، فقالوا : يحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم ، فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط ثم يرفعه جميع القبائل كلهم .

وروينا من وجه آخر عن سماك فقال : في السكينة : لها رأس ، وقال : ثم تطوقت موضع البيت تطوق الحية . وقال في آخره : فرفعوه وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه .

[ ص: 455 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية