1. الرئيسية
  2. الجامع لشعب الإيمان
  3. الثامن والعشرون من شعب الإيمان وهو باب في الثبات للعدو وترك الفرار من الزحف
صفحة جزء
[ 4009 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو حبيب محمد بن أحمد بن موسى المصاحفي ، حدثنا سهل بن عمار ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، حدثنا أبو حمزة الثمالي ، عن أبي اليقظان ، عن زاذان ، عن جرير قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على رواحلنا فرفع له شخص فقال " هذا رجل لا عهد له بأنيس منذ كذا وكذا ، فإياي يريد " فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم وأسرعنا معه حتى استقبله فإذا فتى قد انتبرت شفتاه من أكل الثلجم فسأله من أين أقبلت ؟ فحدثه فقال وأنا أريد يثرب أريد محمدا لأبايعه قال : " فأنا محمد أنا رسول الله " . قال : السلام عليك يا رسول الله صف لي الإسلام ، قال : " أن تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتقر بما جئت من عند الله " قال أقررت ، " وتقيم الصلاة " قال : أقررت ، قال : " وتؤدي الزكاة " قال : أقررت ، قال : " وتصوم رمضان " قال أقررت قال : " وتحج البيت " قال : أقررت ، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال جرير وازدحمنا حين أنشأ يصف له الإسلام لننظر إلى أي شيء تنتهي صفته وكنا نهابه أن نسأله ثم انصرف وانصرفنا معه [ ص: 164 ] فوقع به بكره في أخافيق الجردان فاندقت عنقه فمات فقالوا قد مات يا رسول الله فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليه ثم أعرض عنه بوجهه فقال " احملوا إلى الماء " فأمرنا فدفناه فغسلناه وحنطناه ثم قال : " احفروا له لحدا ولا تشقوا له فإن اللحد لنا والشق لأهل الكتاب " وجلس على قبره لا يحدثنا بشيء ثم قال : ألا أحدثكم حديث هذا الرجل ، " هذا امرؤ عمل قليلا وأجر كثيرا ، هذا ممن قد قال الله عز وجل الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم إني أعرضت عنه آنفا وملكان يدسان في شدقه من ثمار الجنة فعرفت أن الرجل كان جائعا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية