صفحة جزء
" حديث الغار في بني إسرائيل "

[ 6704 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة العنزي ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثني أبو اليمان أن شعيب بن أبي حمزة ، أخبره عن الزهري ، حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " انطلق ثلاثة رهط ممن كان قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار ، فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فقالوا : إنه والله لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم ، فقال رجل منهم : اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران ، فكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا فناء بي طلب الشجر يوما ، فلم أرح عليهما حتى ناما ، فحلبت لهما غبوقهما فجئتهما به فوجدتهما نائمين ، فتحرجت أن أوقظهما ، وكرهت أن أغبق قبلهما أهلا أو مالا ، فقمت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر ، فاستيقظا فشربا غبوقهما ، اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة ، فانفرجت انفراجا لا يستطيعون الخروج منها " ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وقال الآخر : اللهم كانت لي بنت عم وكانت أحب الناس إلي ، فأردتها عن نفسها ، فامتنعت مني ، حتى ألمت بها سنة من السنين ، فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ، ففعلت ، حتى إذا قدرت عليها ، قالت : لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه ، فتحرجت من [ ص: 316 ] الوقوع عليها ، فانصرفت عنها وهي أحب النساء إلي ، وتركت الذهب الذي أعطيتها ، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة غير أنهم لا يستطيعون الخروج منها " ، قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثم قال الثالث : اللهم استأجرت أجراء فأعطيتهم أجورهم غير رجل واحد منهم ترك الذي له ، وذهب فثمرت أجره ، حتى كثرت منه الأموال وارتعجت ، فجاءني بعد حين فقال لي : يا عبد الله ، أد إلي أجري ، فقلت له : كل ما ترى من أجرك من الإبل والبقر والغنم والرقيق ، فقال : يا عبد الله لا تستهزئ بي ، فقلت : إني لا أستهزئ بك ، فأخذ ذلك كله فاستاقه ، فلم يترك منه شيئا ، اللهم فإن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ، فانفرجت الصخرة فخرجوا من الغار يمشون " .

رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان .

ورواه مسلم عن عبد الله بن عبد الرحمن وغيره عن أبي اليمان .

وقوله : " ارتعجت " يعني : كثرت .

[ ص: 317 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية