صفحة جزء
353 - أنا عوف ، عن أبي المنهال سيار بن سلامة الرياحي قال : نا شهر بن حوشب قال : حدثني ابن عباس قال : " إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم ، وزيد في سعتها كذا وكذا ، وجمع الخلائق بصعيد واحد ، جنهم وإنسهم ، فإذا كان ذلك قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها ، فينتشرون على وجه هذه الأرض ، فلأهل السماء أكثر من جميع أهل الأرض جنهم وإنسهم بالضعف ، فإذا رآهم أهل الأرض فزعوا إليهم ، ويقولون : أفيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ، ويقولون : سبحان ربنا ، ليس فينا ، وهو آت ، ثم تقاض السماء الثانية ، فلأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل هذه السماء الدنيا ومن جميع أهل الأرض بالضعف ، فإذا نثروا على وجه الأرض ، فزع إليهم أهل الأرض ، فيقولون لهم : أفيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ، فيقولون : سبحان ربنا ، ليس فينا ، وهو آت ، ثم تقاض السماوات سماء سماء ، كلما قيضت سماء كانت أكثر من أهل السماوات التي تحتها ، ومن جميع أهل الأرض بالضعف جنهم وإنسهم ، كلما نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض ، ويقولون لهم مثل ذلك [ ص: 102 ] ، فيرجعون إليهم مثل ذلك ، حتى تقاض السماء السابعة ، فلأهلها وحدهم أكثر من أهل ست سماوات ، ومن جميع أهل الأرض بالضعف ، ويجيء الله فيهم تبارك وتعالى ، والأمم جثى صفوفا ، فينادي مناد : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الحامدون لله على كل حال ، فيقومون ، فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي ثانية : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ، فيقومون ، فيسرحون إلى الجنة ، قال : ثم ينادي ثالثة : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الذين كانوالا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ، فيقومون ، فيسرحون إلى الجنة ، فإذا أخذ من هؤلاء الثلاثة ، خرج عنق من النار وأشرف على الخلائق ، له عينان تبصران ، ولسان فصيح قال : فيقول : إني وكلت بثلاثة : وكلت بكل جبار عنيد ، قال : فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيحبس بهم في جهنم ، قال : ثم يخرج ثانيا ، فيقول : إني وكلت بمن آذى الله ورسوله ، فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فيحبس بهم في جهنم ، قال : ثم يخرج ثالثة ، قال أبو المنهال : فأحسبه يقول : إني وكلت بأصحاب التصاوير ، فيلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم قال : فيحبس بهم في جهنم ، قال : فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة [ ص: 103 ] ، ومن هؤلاء ثلاثة ، ومن هؤلاء ثلاثة ، نشرت الصحف ، ووضعت الموازين ، ودعي الخلائق للحساب " .

التالي السابق


الخدمات العلمية