صفحة جزء
366 - أنا رجل ، عن زيد بن أسلم قال : بلغني " أن المؤمن يمثل له عمله يوم القيامة في أحسن صورة ، وأحسن ما خلق الله وجها وثيابا ، وأطيبه ريحا ، فيجلس إلى جنبه ، كلما أفزعه شيء أمنه ، وكلما تخوف شيئا هون عليه ، فيقول : جزاك الله من صاحب خيرا ، من أنت ؟ فيقول : أما تعرفني ؟ قد صحبتك في قبرك ، وفي دنياك ، أنا عملك ، كان والله حسنا ؛ فلذلك تراني حسنا ، وكان طيبا ؛ فلذلك تراني طيبا ، تعال فاركبني ، فطالما ركبتك في الدنيا ، وهو قول الله تبارك وتعالى : وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم حتى يأتي به إلى ربه ، فيقول : يا رب ، إن كل صاحب عمل في الدنيا قد أصاب في عمله ، وكل صاحب تجارة وصانع قد أصاب في تجارته ، غير صاحبي قد شغل في نفسه ، فيقول له الرب تبارك وتعالى : فما تسأل له ، فيقول : المغفرة والرحمة ، أو نحو هذا ، فيقول : فإني قد غفرت له ، ويكسى حلة الكرامة ، ويجعل عليه تاج الوقار ، فيه لؤلؤة تضيء من مسيرة يومين ، ثم يقول : يا رب ، إن أبويه قد كان شغل عنهما كل صاحب [ ص: 107 ] عمل وتجارة ، قد كان يدخل على أبويه من عمله فيعطيان مثل ما أعطي ، ويتمثل للكافر عمله في صورة أقبح ما خلق الله وجها ، وأنتنه ريحا ، فيجلس إلى جنبه ، كلما أفزعه شيء زاده فزعا ، وكلما تخوف شيئا زاده خوفا ، فيقول : بئس الصاحب أنت ، ومن أنت ؟ فيقول : أما تعرفني ، فيقول : لا ، فيقول : أنا عملك ، كان قبيحا ؛ فلذلك تراني قبيحا ، وكان منتنا ؛ فلذلك تراني منتنا ، فطأطئ رأسك أركبك ، فطالما ركبتني في الدنيا ، فيركبه ، وهو قوله : ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية