لما قدم وفد بكر بن وائل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم : " ما فعل قس بن ساعدة الإيادي ؟ " قالوا : مات يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كأني أنظر إليه في سوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول : أيها الناس اجتمعوا فاسمعوا ما أقول وعوا من عاش مات ، ومن مات فات ، كل ما هو آت آت مهاد موضوع وسقف مرفوع ونجوم ما تمور وبحار ما تغور ، أما بعد فإن في السماوات خبرا وفي الأرض عبرا أقسم أن لله دينا هو أرضى له من دين أصبحتم عليه قال : ثم ينشد شعرا فقال رجل من القوم : أنا يا رسول الله [ ص: 288 ] أرويه فأنشدناه فقال :
في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر لما رأيت مواردا للمو
ت ليس لها مصادر ورأيت قومي نحوها
تسعى الأصاغر والأكابر لا يرجع الماضي إلي
ولا من الباقين غابر أيقنت أني لا محالة
حيث صار القوم صائر
.