صفحة جزء
946 - حدثنا عبد الله ، حدثني هدبة بن خالد ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن خالد بن عمير قال : خطب عتبة بن غزوان ، فحمد الله ، ثم قال : أما بعد ، فإن الدنيا قد آذنت بصرم ، وولت حذاء ، وإن ما بقي منها صبابة كصبابة الإناء يتصابها أحدكم ، وإنكم منتقلون إلى دار لا زوال لها ، فانتقلوا منها بخير ما يحضر منكم ، ولقد بلغني أن الحجر يهوى من شفير جهنم فما يبلغ لها قعرا سبعين عاما ، وايم الله لتملأن ، أفعجبتم ، ولقد ذكر لي أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة أربعين سنة ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام ، ولقد رأيتني وأنا سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر ، حتى قرحت منه أشداقنا ، ولقد التقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد ، فاتزرت بنصفها ، واتزر سعد بنصفها ، فما منا اليوم حي إلا أصبح أمير مصر من الأمصار ، فأعوذ بالله أن أكون عظيما في نفسي صغيرا عند الله ، وأنها لم تكن نبوة إلا تناسخت حتى تكون عاقبتها ملكا ، وستبلون وتجربون الأمراء بعدنا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية