صفحة جزء
180 - حدثنا حميد أنا هاشم بن القاسم ، أن محمد بن طلحة ، عن داود بن سليمان ، قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن : من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن سلام عليك .

فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد

فإن أهل الكوفة قوم قد أصابهم بلاء وشدة وجور في أحكام الله ، وسنن خبيثة استنها عليهم عامل سوء . وإن أقوم الدين العدل والإحسان ، فلا تكونن بشيء أهم إليك من نفسك ، أن توطنها الطاعة لله - تبارك وتعالى - فإنه لا قليل من الإثم . وأمرتك أن تطرز عليهم أرضيهم [ ص: 171 ] وأن لا تحمل خرابا على عامر ، ولا عامرا على خراب . وانظر الخراب فخذ منه ما أطاق وأصلحه حتى يعمر . ولا تأخذ من العامر إلا (وظيفة) الخراج في رفق وتسكين لأهل الأرض ، ولا تأخذ من الخراج إلا وزن سبعة ليس لها أبين ، ولا أجور الضرابين ولا إذابة الفضة ، ولا هدية النيروز والمهرجان ولا ثمن الصحف ، ولا أجور البيوت ولا دراهم النكاح ، ولا خراج على من أسلم من أهل الأرض .

فاتبع في ذلك أمري ، فإني قد وليتك من ذلك ما قد ولاني الله - عز وجل - ، ولا تعجل دوني بقطع ولا صلب حتى تراجعني فيه .

وانظر فمن أراد من الذرية الحج ، فعجل له مائته فليتهجر بها إن شاء الله والسلام .

قال هاشم : خلا سفيان الثوري بمحمد بن طلحة فما زال يستعيده هذا الحديث حتى حفظه [ ص: 172 ] .

181 - حدثنا حميد قال : قال أبو عبيد : وقوله (من الذرية) يعني من كان ليس من أهل الديوان

التالي السابق


الخدمات العلمية