شمائل النبي صلى الله عليه وسلم

الترمذي - محمد بن عيسى بن سورة الترمذي

صفحة جزء
226 - حدثنا سفيان بن وكيع أنبأنا جميع بن عمير بن عبد الرحمن العجلي قال : حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله ، عن ابن لأبي هالة ، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، قال : سألت خالي هند بن أبي هالة وكان وصافا ، قلت : صف لي منطق رسول الله صلى الله عليه وسلم ! قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ، ليست له راحة . طويل السكت ، لا يتكلم في غير حاجة . يفتتح الكلام ويختمه [ ص: 185 ] بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم . كلامه فصل ، لا فضول ولا تقصير ، ليس بالجافي ولا المهين . يعظم النعمة وإن دقت ، لا يذم منها شيئا غير أنه لم يكن يذم ذواقا ولا يمدحه . ولا تغضبه الدنيا ، ولا ما كان لها ، فإذا تعدي الحق لم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له . ولا يغضب لنفسه ، ولا ينتصر لها . إذا أشار أشار بكفه كلها ، وإذا تعجب قلبها ، وإذا تحدث اتصل بها ، وضرب براحته اليمنى بطن إبهامه اليسرى . وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غض طرفه . جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حب الغمام " . [ ص: 186 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية