فاللازم : ما لا يتصور مفارقته . وهو لازم للماهية بعد فهمها كالفردية للثلاثة والزوجية للأربعة .
ولازم [ في الوجود ] خاصة ، كالحدوث للجسم والظل له .
والعارض بخلافه وقد لا يزول ، كسواد الغراب والزنجي . وقد يزول ، كصفرة الذهب .
[ ص: 75 ] ش - العرضي بخلاف الذاتي ، وهو : ما يمكن فهم الذات قبل فهمه . وهو ينقسم إلى لازم وعارض ; لأنه [ إن ] لم يمكن مفارقته عن الشيء ، فهو : اللازم ، وإلا فهو : العارض .
قوله : " فاللازم ما لا يتصور مفارقته " أي لا يمكن انفكاكه .
واللازم قسمان : لازم للماهية بعد فهمها ، أي يلزم فهمه بعد فهم الماهية من حيث هي هي ، كالفردية للثلاثة ، والزوجية للأربعة ; فإنه يلزم فهم الفردية بعد فهم ماهية الثلاثة وكذا الزوجية للأربعة .
وإنما قال : " بعد فهمها " ليخرج عنه الذاتي ، وإن كان لا حاجة إليه; لأنه خرج بقيد العرضي ، إلا أنه ذكره تأكيدا .
ويمكن أن يقال : خرج بقوله : " بعد فهمها " لازم الماهية في الوجود; فإنه لا يلزم فهمه بعد فهمها .
ولازم في الوجود ، أي يلزم الماهية في الوجود ، ولا يلزمها في الفهم والتصور . ولهذا قال : " خاصة ، كالحدوث للجسم " ; فإنه يلزمه في الوجود ، ولا يلزم فهمه بعد فهم [ الجسم ] . ولذلك اختلف في حدوث الجسم بعد تصوره .
[ ص: 76 ] وكالظل للجسم ; فإنه لازم لماهية الجسم في الوجود ، لا في الفهم .
والفرق بين المثالين أن الأول لازم للجسم في الوجود من غير اعتبار شرط . والثاني لازم له في الوجود بشرط أن يكون كثيفا مقابلا للمضيء ; لأنه لو لم يقيد بذلك لكان عرضيا مفارقا . ، ولا يمنع أن يكون العرضي باعتبار لازما وبدونه مفارقا ، بخلاف اللازم وهو ما يمكن مفارقته عن الشيء ، وإن لم يفارق أبدا ; لأن دوام الثبوت لا ينافي إمكان السلب .
والعرضي المفارق قد لا يزول ، [ سواء عرض بعد وجود ] المعروض ، كسواد الغراب ، أو مع وجوده ، كسواد الزنجي . وقد يزول ، كصفرة الذهب .