وثانيها - الثلاثة بطريق الحقيقة ، ولا يصح أن يطلق على الاثنين بالمجاز .
وثالثها - الثلاثة بطريق الحقيقة ، ويصح إطلاقه على الاثنين مجازا .
وهو المختار عند المصنف .
ورابعها - الثلاثة بطريق الحقيقة ، ويصح إطلاقه على الاثنين والواحد بطريق المجاز .
وهو مذهب الإمام .
واحتج المصنف على المذهب المختار ، وهو أنه حقيقة في الثلاثة وما فوقها ، مجاز في الاثنين .
[ ص: 128 ] أما الأول : فلأنه عند إطلاق الجمع يسبق الزائد على الاثنين إلى الذهن . والسبق إلى الذهن دليل الحقيقة لما عرفت في بحث الحقيقة . فيكون حقيقة في الزائد ، وهو الثلاثة وما فوقها .
وأما الثاني : " هو صحة إطلاقه على الاثنين مجازا ؛ فلقوله تعالى : فإن كان له إخوة " . فإن الإخوة ها هنا يتناول الاثنين وإلا لكان رد الأم إلى السدس بالأخوين مخالفا للنص .
واحتج أيضا على أن أقل ما يطلق عليه اسم الجمع حقيقة الثلاثة باستدلال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وهو ما روي عنه أنه قال لعثمان حين رد الأم إلى السدس بأخوين ، قال الله تعالى : فإن كان له إخوة فلأمه السدس وليس الأخوان إخوة في لسان قومك . فقال عثمان : لا أستطيع أن أنقض أمرا كان قبلي .
فلو كان الأخوان إخوة بالحقيقة لما صح استدلال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ولأنكر عثمان عليه ، ولم يعدل إلى التأويل .
[ ص: 129 ] فدل على أن الأخوين ليس بإخوة بالحقيقة .