وبالمنفصل في المحصور القليل يجوز إلى اثنين ، مثل قتلت كل زنديق ، وقد قتل اثنين وهم ثلاثة .
وبالمنفصل في غير المحصور أو العدد الكثير ، المذهب الأول .
[ ص: 240 ] لنا : أنه لو قال : قتلت كل من في المدينة ، وقد قتل ثلاثة ، عد لاغيا ( وخطئ ) .
وكذلك : أكلت كل رمانة .
وكذلك لو قال : من دخل أو أكل . وفسره بثلاثة .
ش - القائلون بجواز التخصيص اختلفوا في الغاية التي ينتهي إليها التخصيص ; فذهب الأكثر إلى أنه يجب أن يكون الباقي بعد التخصيص قريبا من مدلول العام .
وأراد بالقريب : ما هو أكثر من نصفه .
وقيل : يجب أن يكون الباقي بعد التخصيص ثلاثة فصاعدا .
وقيل : يجب أن يكون الباقي بعد التخصيص اثنين فصاعدا .
وقيل : يجوز التخصيص إلى الواحد .
والمختار عند المصنف : أن التخصيص ( إن كان بالمتصل الذي هو الاستثناء نحو : أكرم الناس إلا الجهال ) أو البدل ، [ ص: 241 ] نحو : أكرم الناس العالم - يجوز إلى الواحد .
وإن كان بالمتصل الذي هو الصفة - نحو : أكرم الناس العلماء ، أو الشرط ، نحو : أكرم الناس إن كانوا عالمين - يجوز إلى اثنين .
وإن كان التخصيص بالمنفصل يجوز إلى اثنين إن كان في العام المحصور القليل ، كما تقول : قتلت كل زنديق ، وكانوا ثلاثة ، وقد قتلت اثنين .
وإن لم يكن في العام المحصور القليل ، بل كان في غير المحصور - مثل : قتلت كل من في المدينة ، أو في المحصور الكثير ، مثل : أكلت كل رمانة ، وقد كان ألفا - يجوز إذا كان الباقي قريبا من مدلول العام .
وإليه أشار بقوله : المذهب الأول .
واحتج على ما اختاره من أنه لا بد في العام الغير المحصور القليل من بقاء عدد يقرب من مدلول العام سواء كان العام من أسماء الشرط ، نحو : من دخل داري فأكرمه ، أو من غيرها ، وكان غير محصور ، ( نحو : قتلت كل من في المدينة ) أو محصورا [ ص: 242 ] كثيرا ، ( نحو : أكلت كل رمانة ، وكان عنده ألفا .
وتقرير الحجة ) أنه لو قال : قتلت كل من في المدينة ، وقد قتل ثلاثة ، عد لاغيا .
وكذلك لو قال : أكلت كل رمانة ، وقد أكل ثلاثة .
وكذلك لو قال : من دخل داري أو أكل ، فأكرمه ، وفسر بثلاثة .
فلو جاز التخصيص في هذه الصور إلى ثلاثة لما عد لاغيا .