ص - ( مسألة ) المختار على المنع جواز تأخير إسماع المخصص الموجود .
لنا : أنه أقرب من تأخيره مع العدم .
وأيضا : فإن فاطمة - رضي الله عنها - سمعت ( يوصيكم الله ) ولم تسمع : نحن معاشر الأنبياء .
وسمعوا ( قوله تعالى : ) ( اقتلوا المشركين ) ولم يسمع الأكثر [ ص: 408 ] سنوا بهم سنة أهل الكتاب ، إلا بعد حين .
ش - المانعون من جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة اختلفوا في أنه هل يجوز تأخير إسماع المخصص الموجود أم لا ؟ واختار المصنف جواز تأخير إسماع المخصص الموجود واحتج عليه بوجهين :
أحدهما - أن المخصص الموجود وقت الخطاب أقرب من المخصص الذي لم يوجد وقت الخطاب ; لإمكان سماعه قبل سماع العام بأن يسمع الشارع غير ذلك المكلف قبل إسماعه فيعرف منه ، أو بعد سماع العام بالاستكشاف ، بخلاف المخصص الذي لم يوجد .
وإذا كان أقرب جاز تأخيره ; لأن جواز الأبعد يقتضي جواز الأقرب .
الثاني - أن تأخير إسماع المخصص واقع ، والوقوع دليل الجواز .
وإنما قلنا : إنه واقع ; لأن فاطمة - رضي الله عنها - سمعت يوصيكم الله في أولادكم ولم تسمع " نحن معاشر الأنبياء " وهو مخصص للآية .