بخلاف الخبر المقيد بالتأبيد ، مثل : الصوم واجب مستمر أبدا ، فإن الأكثر على أنه لا يجوز نسخه ؛ للزوم التناقض ، والمختار عند المصنف في الأول جواز النسخ .
واحتج عليه بأن قوله : صوموا أبدا ، لا يزيد في الدلالة على تعيين الوقت والتنصيص عليه على قوله : صم غدا ، ثم ينسخ قبل دخول الغد ، لما ذكرنا .
فكما جاز نسخ قوله : صم غدا قبل دخول الغد ، فكذلك جاز نسخ : صوموا أبدا .
المانعون من جواز نسخ الأمر المقيد بالتأبيد ( قالوا : نسخ الأمر المقيد بالتأبيد يوجب التناقض ; لأن صيغة التأبيد ) تقتضي الإيجاب أبدا ، ونسخه يقتضي عدم الإيجاب في بعض الأوقات ، فيلزم التناقض .
أجاب بأنه لا منافاة بين إيجاب صوم غد ، وبين انقطاع التكليف قبل الغد بالناسخ ، كانقطاع التكليف قبل الغد بالموت .