[ ص: 105 ] ص - وعكس كل قضية : تحويل مفرديها على وجه يصدق .
ش - لما ذكر التناقض ، شرع في بيان العكس ، وبدأ بالعكس المستوي ، وهو عبارة عن تحويل مفرداتها ، أي تبديل كل واحد من طرفي القضية ، أعني المحكوم عليه وبه ، بالآخر ، فيتناول عكس الحمليات والشرطيات ; لأن المحكوم عليه يتناول الموضوع والمقدم ، والمحكوم به يتناول المحمول ، والتالي .
قوله : على وجه يصدق . فيه نظر ; لأنه يلزم منه أن يكون قولنا : بعض الإنسان حيوان ، عكسا لقولنا : بعض الحيوان ليس بإنسان ; لأنه يصدق عليه هذا التعريف ; لأنه بدل كلا من الطرفين بالآخر على وجه يصدق ، وليس كذلك بالاتفاق ; لأن عكس السالبة لا يكون موجبة وبالعكس .
اللهم إلا أن يقال : مراد المصنف من قوله : " على وجه يصدق " أنه على وجه متى صدق الأصل العكس; لأن بقاء الصدق بهذا المعنى شرط في العكس ; لأن العكس لازم الأصل ، وصدق اللازم شرط في صدق الملزوم . ويجب أن يعتبر بقاء الكيف أيضا ; لأن الجمهور اصطلحوا على هذا .