[ ص: 129 ] ص - الشكل الرابع وليس تقديما و [ لا ] تأخيرا للأول ; لأن هذا نتيجته عكسه . والجزئية السالبة ساقطة ; لأنها لا تنعكس .
وإن بقيتا وقلبتا ، فإن كانت الثانية - لم تتلاقيا ، وإن كانت الأولى - لم تصلح للكبرى .
وإذا كانت الصغرى موجبة كلية - فالكبرى على الثلاث . وإن كانت سالبة كلية - فالكبرى موجبة كلية ; لأنها إن كانت جزئية وبقيت - وجب جعلها الصغرى وعكس النتيجة . وإن عكست وبقيت - لم تصلح للكبرى . وإن كانت سالبة كلية - لم تتلاقيا بوجه .
وإن كانت موجبة جزئية - فالكبرى سالبة كلية ; لأنها إن كانت موجبة كلية وفعلت الأول - لم تصلح للكبرى ، وإن فعلت الثاني - صارت الكبرى جزئية . [ ص: 130 ] وإن كانت موجبة جزئية - فأبعد . فينتج منه خمسة .
وقد أزال المصنف هذا الوهم بأن قال : إن نتيجة الشكل الرابع ليست نفسها نتيجة الشكل الأول ، بل عكسها .
اعلم أن السالبة الجزئية في هذا الشكل ساقطة ; لأن بيان هذا الشكل إما بعكس كل واحدة من المقدمتين ووضع العكس مقام الأصل ليرتد إلى الشكل الأول ، أو بعكس الكبرى فقط ليرتد إلى الثالث أو بعكس الصغرى فقط ليرتد إلى الثاني .
وإما بالقلب بأن تجعل الصغرى كبرى ، والكبرى صغرى ، ليرتد إلى الأول ، ثم تعكس النتيجة . فلو كانت إحدى المقدمتين سالبة جزئية لم يمكن بيانه بالعكس أصلا ; لأنها لا تنعكس . ولا بالقلب أيضا ; لأن السالبة الجزئية قبل القلب إما صغرى أو كبرى ، فإن كانت كبرى [ لم ] يتلاق المقدمتان بعد القلب ; ضرورة صيرورة الصغرى سالبة جزئية في الأول . وإن كانت صغرى لم تصلح بعد القلب لأن تكون [ ص: 131 ] كبرى في الأول ; ضرورة كونها جزئية . فسقط بمقتضى هذا الشرط سبعة أضرب .
فإذا كانت الصغرى موجبة كلية ينتج مع الكبريات الثلاث . وإن كانت سالبة كلية لا ينتج إلا مع الكبرى الموجبة الكلية ; لأن الكبرى إذا كانت جزئية وبقيت ، أي [ لم ] تعكس ، وجب جعلها صغرى ، ثم عكس النتيجة ، والنتيجة سالبة جزئية ; ضرورة تركب القياس من الموجبة الجزئية والسالبة الكلية . والسالبة الجزئية لا تنعكس .
وإن عكست الكبرى الجزئية وجعلته كبرى ، فإن لم تعكس الصغرى ، ارتد القياس إلى الثالث ، فلم تصلح السالبة للصغرى .
وإن عكست الصغرى أيضا ارتد إلى الأول ، فلم يصلح عكس الصغرى لأن يكون صغرى في الأول ، ولا الكبرى لأن تكون كبرى فيه ; ضرورة صيرورة الصغرى سالبة ، والكبرى جزئية في الأول .
هذا إذا كانت الكبرى موجبة جزئية على تقدير كون الصغرى سالبة كلية . وأما إذا كانت الكبرى سالبة كلية فلم تتلاق المقدمتان ولا عكسهما أصلا . فسقط الصغرى السالبة الكلية مع الكبريات الثلاث الغير الموجبة الكلية .
[ ص: 132 ] وإن كانت الصغرى موجبة جزئية فلا تنتج إلا مع الكبرى السالبة الكلية ; لأن الكبرى إن كانت موجبة كلية ، وفعلت الأول ، أي القلب ، بأن جعلت الكبرى صغرى ، والصغرى كبرى ، لم تصلح الجزئية للكبرى في الأول .
وإن فعلت الثاني ، أي العكس ، صارت الكبرى جزئية في الأول ، إن عكست المقدمتين ; لأن الصغرى جزئية والكبرى موجبة كلية ، وهي لا تنعكس إلا جزئية .
وإن عكست الكبرى فقط ، صار القياس عن جزئيتين في الثالث ; لأنه بعكس الكبرى وحدها يرتد إلى الثالث .
وإن عكست الصغرى فقط ، ارتد إلى الثاني ، فيصير القياس عن موجبتين في الثاني .
ولعل المصنف لم يعتبر الرد إلى الثاني والثالث ، فلهذا اقتصر على قوله : " صارت الكبرى جزئية " .
هذا إذا كانت الكبرى موجبة كلية . فأما إذا كانت موجبة جزئية فأبعد منه ; إذ لا قياس عن جزئيتين في [ الأشكال ] الثلاثة أصلا . فالصغرى الموجبة الجزئية تسقط مع الكبريات الثلاث .
فالضروب المنتجة خمسة : [ ص: 133 ] الصغرى الموجبة الكلية مع الكبريات الثلاث الغير السالبة الجزئية . والصغرى السالبة الكلية مع الكبرى الموجبة الكلية . والصغرى الموجبة الجزئية مع الكبرى السالبة الكلية .
وفي هذه البيانات أيضا نظر كما ذكرنا في الثاني والثالث . والأولى أن يبين بالاختلاف .