والمراد من الـ " كل " ، الكل المجموعي ، لا كل واحد واحد ; لأن الموضوعات اللغوية . هي مجموع الألفاظ لا كل واحد ] .
[ ص: 151 ] فإن قلت : فعلى هذا يجب أن يقال : كل ألفاظ وضعت للمعاني ; إذ لا يصح أن يقال : الموضوعات اللغوية مجموع لفظ وضع لمعنى .
أجيب بأن كل واحد من اللفظ والمعنى مصدر في الأصل ، والمصدر يطلق على الواحد والكثير ، فيكون قوله : " لفظ " بمعنى الألفاظ ، وقوله : " معنى " بمعنى المعاني ، واللفظ بمعنى الملفوظ .
والوضع : اختصاص شيء بشيء بحيث إذا أطلق الشيء الأول ، فهم منه الثاني .
وقوله : " كل لفظ " كالجنس ، يتناول الموضوع والمهمل .
وقوله : " وضع لمعنى " يخرج المهمل ; لأنه لم يوضع لمعنى .
وإنما لم يقيد المعنى بالمفرد ليتناول المركب ; ضرورة تناول الموضوعات اللغوية لهما .