ص - ودلالته اللفظية في كمال معناها : دلالة مطابقة ، وفي جزئه : دلالة تضمن . وغير اللفظية : التزام . وقيل : إذا كان ذهنيا .
ش - اعلم أن دلالة اللفظ عبارة عن كونه بحيث إذا سمع أو تخيل ، لاحظت النفس معناه .
[ ص: 155 ] وهي إما وضعية ، أي يكون للوضع مدخل فيها ، إما بلا واسطة كما في المطابقة ، أو بواسطة ، كما في التضمن والالتزام .
وإما غير وضعية ، ولا مدخل لها في العلوم . والوضعية تنقسم إلى لفظية وإلى غيرها . وذلك لأن المعنى المفهوم من اللفظ إما خارج عن مسماه أو لا ، والأول غير لفظية ، والثاني لفظية .
واللفظية إما في كمال معناه ، وتسمى : دلالة مطابقة ، مثل دلالة البيت على مجموع السقف والجدار والأسس . وإما في جزء معناه ، وتسمى : دلالة تضمن ، مثل دلالة البيت على الجدار . وغير اللفظية : تسمى دلالة الالتزام .
ولم يشترط الأصوليون اللزوم الذهني في دلالة الالتزام ، بل يطلقون اللفظ على لازم المسمى ، سواء كان اللازم خارجيا أو ذهنيا .
والمنطقيون يشترطون اللزوم الذهني ، أي كون المعنى الخارجي بحالة يلزم من تصور المسمى تصوره ، وإلا لم يحصل الفهم ; لأن الفهم إنما يحصل إذا كان اللفظ موضوعا لذلك المعنى ، أو يلزم من تصور المسمى تصوره ، وهما منتفيان حينئذ ولا يشترطون اللزوم الخارجي لحصول الفهم دونه ، كما في العدم والملكة ، مثل - دلالة العمى على البصر .