صفحة جزء
ص - قلنا : فائدته : التوسعة ، وتيسير النظم والنثر للروي أو الوزن [ و ] تيسير التجنيس والمطابقة .

[ ص: 177 ]
ش - تقرير الجواب أن يقال : لا نسلم الملازمة . قوله : لأن الغرض من الوضع تحصيل الفائدة بالمراد عند سماع اللفظ .

قلنا : لا نسلم أن الفائدة منحصرة فيما ذكرتم ; فإن لوضع اللفظ فوائد : منها : التوسعة ، وهي تكثير الطرق الموصلة إلى الغرض ليتمكن من تأدية المقصود بإحدى العبارتين عند نسيان الأخرى .

ومنها : تيسير النظم لأنه قد يمتنع وزن البيت وقافيته مع بعض أسماء الشيء ، ويصح مع اسم آخر بسبب موافقته للروي والزنة . وكذا تيسير النثر .

والروي : حرف القافية الذي يبتنى عليه القصيدة ، كاللام في قول امرئ القيس :

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل

[ ص: 178 ] والقافية هي : آخر كلمة في البيت ، نحو " منزل " في المثال المذكور . ومنها : تيسير التجنيس . وهو : تشابه الكلمتين في اللفظ ، نحو : رحبة ، رحبة ، وجبة البرد ، جنة البرد ، بأن يحصل التجنيس بأحد اللفظين دون الآخر .

وتيسير المطابقة ، وهي : الجمع بين المتضادين ، كقوله تعالى : ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ) وقوله عز وعلا : ( تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء ) .

ولا مدخل في تيسير المطابقة بهذا المعنى للترادف إلا أن يفسر المطابقة بالجمع بين الضدين بحيث يكون أحدهما موازنا للآخر كقول بعضهم :

فلا الجود يفني المال والجد مقبل     ولا البخل يبقي المال والجد مدبر

فحينئذ يكون له مدخل في تيسيرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية