ش - هذا هو الوجه الثاني . وتقريره أن الاشتراك إذا فهم منه غير المراد يكون مؤديا إلى مستبعد ، وهو حمل الكلام على ما لا مناسبة بينه وبين مراد المتكلم ، من ضد مراده أو نقيضه . فإن اللفظ قد يكون مشتركا بين الضدين ، كالجون ، بين الأبيض والأسود .
فإن قيل : إن المجاز أيضا قد يكون مؤديا إلى مستبعد ، من ضد أو نقيض ; فإن لفظ أحد الضدين قد يستعمل للضد الآخر مجازا ، فحمله على غير المراد مؤد إلى مستبعد كما في الاشتراك .
أجيب بأن المجاز لما اعتبر فيه المناسبة بينه وبين الحقيقة كان حمله على غير المراد - وإن كان ضدا للمراد - لم يكن مستبعدا ; لأنه حمل على ما هو المناسب له . بخلاف المشترك ; فإنه لم يعتبر المناسبة بين مفهوميه ، فحمله على غير المراد ، حمل على ما هو غير مناسب فيكون مستبعدا .