ش - قيل : إن قوله : " الدليل " إلى قوله : " مبادئ اللغة " من المبادئ الكلامية . وإنما ابتدأ بها ; لأنه لما ذكر أن استمداده من الكلام والعربية والأحكام ، أراد أن يبين ما يستمد منه على الترتيب . فبدأ بالكلام .
وفيه نظر ; لأن بحث الدليل والقواعد المنطقية غير مخصوص بالكلام .
ونسبته إلى الكلام كنسبته إلى الأصول ; لأن المنطق آلة لجميع العلوم الكسبية . والأولى أن يقال : لما ذكر الدليل في حدي الأصول والفقه ، ولم يسبق شيء يعرف منه الدليل ، أراد أن يشير إلى معناه .
والدليل في اللغة : هو المرشد ، وما به الإرشاد . والمرشد : هو الناصب للعلامة ، أو الذاكر لها .
[ ص: 34 ] وما به الإرشاد : العلامة التي نصبت للتعريف . فعلى هذا يكون " ما به الإرشاد " معطوفا على " المرشد " لا على " الذاكر " .
ويمكن أن يكون معطوفا على " الذاكر " ; لأن المرشد كما يطلق على الناصب للعلامة ، يطلق على العلامة المنصوبة ; إذ الفعل قد ينسب إلى الآلة ، كما يقال : السكين قاطع .