ص - فإن قيل : لو لم يتصور - لم يعلم إحالة الجمع بين الضدين ; لأن العلم بصفة الشيء فرع تصوره .
[ ص: 415 ] قلنا : الجمع المتصور جمع المختلفات ، وهو المحكوم بنفيه ولا يلزم من تصوره منفيا عن الضدين تصوره مثبتا .
ش - هذه معارضة في المقدمة . توجيهها أن يقال : لو لم يتصور وقوع المحال امتنع التصديق بإحالة الجمع بين الضدين ; لأن التصديق بثبوت الصفة للشيء فرع تصور ثبوت ذلك الشيء . فالحكم بإحالة الجمع بين التصديق ، فرع على تصور وقوع الجمع بين الضدين .
وقوله : " لم يعلم " أي لم يصدق به ; لأن العلم قد يخص بالتصديق .
وكذا قوله : " العلم " في قوله : " العلم بصفة الشيء " . أجاب المصنف عنه بأن الجمع المتصور المحكوم بنفيه عن الضدين هو الجمع بين المختلفات التي ليست مضادة . ولا يلزم من تصوره منفيا عن الضدين تصوره ثابتا لهما ، فلا يلزم تصور وقوع المحال .
وفي قوله : " لا يلزم من تصوره منفيا تصوره مثبتا " نظر ; لأن تصور السلب موقوف على تصور الإيجاب ; إذ السلب المطلق غير معقول ابتداء . ولهذا قيل : الإيجاب أبسط من السلب . [ ص: 416 ]