ص - فإن قيل يتصور ذهنا للحكم عليه ، لا في الخارج . قلنا : فيكون الخارج مستحيلا ، والذهني بخلافه . وأيضا : يكون الحكم بالاستحالة على ما ليس بمستحيل . وأيضا : الحكم على الخارج يستدعي تصوره للخارج .
ش - هذا اعتراض على الجواب المذكور . توجيهه أن يقال : يلزم من تصور الجمع بين الضدين تصوره مثبتا في الذهن لكونه محكوما عليه ; والمحكوم عليه حاصل في الذهن ، فيتصور ثبوته فيه . ولا يتصور وقوع الجمع بين الضدين في الخارج حتى يلزم منه تصور الشيء على خلاف ما عليه .
أجاب المصنف عنه بثلاثة أجوبة . أحدها أن الجمع بين الضدين في الخارج مستحيل ، والجمع بين الضدين في الذهن غير مستحيل . فلا يكون تصور وقوع الجمع بين الضدين ذهنا ، تصور وقوع الحال ، بل تصور وقوع الممكن ، ولا نزاع فيه ، وإنما النزاع في تصور وقوع المحال . [ ص: 417 ] الثاني : أنه حينئذ يكون الحكم باستحالة الجمع بين الضدين حكما باستحالة ما ليس بمستحيل ; لأن الجمع بين الضدين في الذهن الذي هو المحكوم عليه غير مستحيل .
الثالث : أن الحكم على المستحيل في الخارج يستدعي تصور وقوعه في الخارج ; لأنه لو لم يتصور وقوعه في الخارج ، استحال الحكم باستحالته فيه .