ص - ثم نقول : لو كان ضروريا - لكان بسيطا ; إذ هو معناه . ويلزم [ منه ] أن يكون كل معنى علما .
ش - لما أبطل الدليلين استدل على امتناع كونه ضروريا ، وبنى على تعريفه التصور الضروري بأنه لا يتقدمه تصور يتوقف عليه لانتفاء التركيب في متعلقه . فقال : " لو كان العلم ضروريا ، لكان بسيطا " والتالي باطل فالمقدم مثله .
[ ص: 46 ] أما الملازمة فلأنه لا معنى للضروري إلا كونه بسيطا ، لأن الضروري ما لا يتوقف تصوره على تصور غيره ، فيكون بسيطا ، وإلا لكان موقوفا على تصور جزئه الذي هو غيره .
وأما بطلان التالي فلأنه لو كان بسيطا ، لكان كل معنى علما . والتالي ظاهر الفساد فالمقدم مثله .
بيان الملازمة أن العلم يصدق عليه المعنى . فلو لم يكن كل معنى علما ، لكان المعنى أعم من العلم ، فيلزم تركب العلم من المعنى المشترك ومن أمر يختص به ، وقد فرض كونه بسيطا هذا خلف .
وفيه نظر ; إذ لا نسلم أنه لو كان العلم أخص من المعنى يلزم تركبه ; لجواز أن يكون المعنى عرضا عاما للعلم .
وأيضا - غايته أنه يلزم أن لا يكون العلم ضروريا بالتفسير الذي ذكره ولا يلزم أن لا يكون ضروريا بالتفسير الذي اعتبره الجمهور ، وهو : ما لا يتوقف حصوله على طلب وفكر .
فإن الضروري بهذا المعنى لا يجوز أن يكون مركبا ، لجواز أن يكون أجزاؤه ضرورية ، فلا يحتاج إلى طلب وفكر ، وإن كان تصوره موقوفا على تصور أجزائه الذي هو غيره .