ولما وقع في قوله تعالى : والراسخون في العلم اشتباه في أن الواو للعطف أو للاستئناف تعرض له ، فقال : والظاهر الوقف على " والراسخون في العلم " . أي الظاهر على أن الواو للعطف لا للاستئناف ، فيكون الوقف على " والراسخون في العلم " لا على " الله " . لأنه لو كان للاستئناف ، لزم الوقف على " الله " فيجب أن لا يعلم الراسخون في العلم تأويله ، فيكون الخطاب به خطابا بما لا يفهم ، وهو بعيد .
فإن قيل : لو كان الواو للعطف ، للزم أن يكون قوله تعالى : " يقولون آمنا " حالا لـ " الراسخون " فقط ; لامتناع أن يقول سبحانه وتعالى : " آمنا " . فيلزم اختصاص المعطوف بالحال ، وهو غير جائز .