فلولا أن الفعل الذي لم تعلم صفته واجب ، [ ص: 494 ] لما خلعوا ، ولما أقرهم الرسول - عليه السلام - على استدلالهم ، ولما احتاج إلى بيان علة اختصاصه به .
أجاب المصنف عنه بأن فهم الوجوب ليس بمجرد الفعل ، بل بواسطة قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=926860صلوا كما رأيتموني أصلي " فإنه لما سبق هذا الكلام فهموا وجوب المتابعة . أو لأنهم خلعوا لفهم قصد القربة بخلع [ النبي ] - عليه السلام - لا لكونه واجبا عليهم .
الثاني أنه - عليه السلام - أمر أصحابه عام الحديبية بالتمتع - وهو أن يعتمر غير المكي ، أي من على مسافة القصر من مكة في أشهر الحج ثم يحرم بالحج من مكة في تلك السنة - ولم يتمتع . فقالوا : ما لك تأمرنا بالتمتع ولم تتمتع .
[ ص: 495 ] وذلك يدل على أنهم فهموا من فعله وجوب متابعته ، والرسول - عليه السلام - لم ينكر ، بل بين عذرا يختص به . فلولا أن فعله واجب على الأمة لأنكره الرسول ، - عليه السلام - .
أجاب المصنف عنه بأنهم إنما فهموا وجوب متابعته من قوله - عليه السلام - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=926870خذوا عني مناسككم " أو أنهم ما فهموا وجوب متابعته في فعله ، بل فهموا أن متابعته مندوبة بسبب فهم القربة من فعله .