وقيل : إن الصحابة كغيرهم ، فيجب تعديلهم كغيرهم . وقيل : إن الصحابة عدول إلى حين
ظهور الفتن ، وهو آخر عهد عثمان ، رضي الله عنه . فما روى الصحابة قبل زمان الفتن ، فهو مقبول من غير تعديلهم . ولا يقبل ما رواه الداخلون في الفتن إلا بعد تعديلهم; لأن إحدى الطائفتين منهم فاسقون ، وهم غير متعينين .
وقالت المعتزلة : الصحابة كلهم عدول إلا من قاتل عليا ، رضي الله عنه . والمختار ما ذهب إليه الأكثرون .
[ ص: 714 ] وقوله - عليه السلام - : " أصحابي كالنجوم ، بأيهم اقتديتم اهتديتم " . فلو لم يكونوا عدولا ، لما حصل الاهتداء باقتدائهم .
وأيضا ثبت بالتواتر جدهم في أمر الدين وامتثال الرسول - عليه السلام - في الأوامر والنواهي ، فيكونون عدولا .
وأما الفتن الواقعة بينهم فتحمل على اجتهادهم ، وظن كل فريق أنهم مصيبون ، لوجوب الكف عن الطعن فيهم . وحينئذ لا إشكال على واحد من قول المصوبة وغيرهم في قبول روايتهم ; لأنه لم يلزم قدح في عدالتهم على القولين .
أما على قبول المصوبة ، فلأن كل فريق منهم مصيبون . وأما على قولي غير المصوبة فلأن المخطئ لا يؤاخذ بخطأه ، بل يثاب . ،