ص - ( مسألة ) : الصحابي من رأى النبي - عليه السلام - وإن لم يرو ولم تطل . وقيل : إن طالت . وقيل : إن اجتمعا . وهي لفظية ، وإن ابتنى عليها ما تقدم .
[ ص: 715 ] لنا : تقبل التقييد بالقليل والكثير ، فكان للمشترك ، كالزيارة والحديث . [ فلو ] حلف أن لا يصحبه ، حنث بلحظة .
ش - لما ذكر في المسألة المتقدمة أن الصحابة عدول ، أراد أن يبين في هذه المسألة أن الصحابي من هو ؟
اختلف في معنى الصحابي . فذهب أكثر أصحاب nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأحمد إلى أن الصحابي من رأى رسول الله - عليه السلام - لحظة ، وإن لم يرو عن الرسول - عليه السلام - ، ولم تطل مدة صحبته معه . وهو المختار عند المصنف .
وذهب طائفة إلى أن الصحابي من طالت مدة صحبته مع الرسول - عليه السلام - ، وإن لم يرو عنه .
وذهب طائفة أخرى إلى أن الصحابي من طالت مدة صحبته مع الرسول وروى عنه . وإليه أشار بقوله : وقيل إن اجتمعا .
وهذه المسألة لفظية ، وإن ابتنى عليها المسألة المتقدمة التي هي في بيان عدالة الصحابة ، وهي معنوية ، فإنه يجوز أن تبتنى المسائل المعنوية على اللفظية .
[ ص: 716 ] والدليل على المذهب المختار من وجهين : أحدهما : أن الصحابي مشتق من الصحبة ، وهي تقبل القليل والكثير; لأنه يقال : صحبة قليلة أو كثيرة . فيكون للقدر المشترك بينهما دفعا للاشتراك والمجاز . كالزيارة والحديث ، فإنه للقدر المشترك بين القليل والكثير ; إذ يقال : زارني وحدثني فلان ، وإن لم يزره ولم يحدثه إلا مرة واحدة .
الثاني : لو حلف زيد مثلا أن لا يصحب غيره ، حنث بلحظة بالاتفاق . فلو لم يطلق الصحبة على القليل ، لما حنث بلحظة .