فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار ، قالوا : من يشفع لنا إلى ربنا فيدخلنا الجنة ؟ فيقولون : ومن أحق بذلك من أبيكم آدم ، خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من [ ص: 288 ] روحه ، وكلمه قبلا ، فيؤتى آدم ، فيطلب ذلك إليه ، فيأبى ، ويقول : عليكم بنوح ، ثم ذكر رسولا رسولا ، كلهم يأبى ، فيأتوني ، ولي عند ربي ثلاث شفاعات ، وعدني بهن ، فآتي باب الجنة ، فأستفتح فيؤذن لي ، فأدخل الجنة ، فإذا دخلتها نظرت إلى ربي على عرشه ، فخررت ساجدا ، فأسجد ما شاء الله أن أسجد ، فيأذن لي من حمده وتمجيده ، بشيء ما أذن به لأحد من خلقه ، فيقول : " ارفع رأسك يا محمد! ، واشفع ، تشفع ، وسل تعطه! " ، فأقول : يا رب! من وقع في النار من أمتي!! ، فيقول الله - عز وجل - : " اذهبوا فمن عرفتم صورته ، فأخرجوه من النار " ، فيخرجوا أولئك ، ثم يقول : " اذهبوا ، فمن كان في قلبه مثقال دينار من إيمان ، فأخرجوه من النار " ، ثم يقول : " ثلثي دينار " ، ثم يقول : " نصف دينار " ، ثم يقول : " ثلث دينار " ، ثم يقول : " قيراطا " ، ثم يقول : " من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان " ، قال : فيخرجون أولئك فيدخلون الجنة " . [ ص: 289 ]