قال أبو عبد الله :
وقال الله - عز وجل - : (
ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17032أبو عبد الله : لما كانت المعاصي بعضها كفرا ، وبعضها ليس بكفر ؛ فرق بينهما ، فجعلها ثلاثة أنواع : نوع منها كفر ، ونوع فسق ؛ وليس بكفر ، ونوع عصيان ؛ وليس بكفر ولا فسوق ، وأخبر أنه كرهها كلها إلى المؤمنين ، ولما كانت
الطاعات كلها داخلة في الإيمان ، وليس شيء منها خارجا منه ، لم يفرق بينهما ، فيقول : حبب الإيمان ، والفرائض وسائر الطاعات ، بل أجمل ذلك فقال : (
حبب إليكم الإيمان ) ، فدخل في ذلك جميع الطاعات ، لأنه قد حبب إلى المؤمنين الصلاة والزكاة ، وسائر الطاعات ؛ حب تدين ، لأن الله أخبر أنه حبب ذلك إليهم ، وزينه في قلوبهم ، لقوله : (
حبب إليكم الإيمان ) ، ويكرهون جميع المعاصي منها ، والفسوق وسائر المعاصي ، كراهة تدين ، لأن الله أخبر أنه كره ذلك إليهم لقوله : (
وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان ) .
[ ص: 363 ]
ومن ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=680954 " من سرته حسنته ، وساءته سيئته ، فهو مؤمن " ، لأن الله حبب إلى المؤمنين الحسنات ، وكره إليهم السيئات .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17032أبو عبد الله : قد ذكرنا بعض ما حضرنا من الآيات المنزلات ، الدالات على أن
الصلاة والزكاة ، وسائر الطاعات ، كلها إيمان وإسلام ، ودين الله - عز وجل - ، وأمسكنا عن كبير منها اختصارا ، وكراهة للتطويل ، واستغنينا بما ذكرناه ، عما لم نذكره ، ثم نبني الآن بذكر الأخبار المروية عن المصطفى رسول رب العالمين - صلى الله عليه وسلم - ، الدالة على مثل ما دل عليه كتاب الله .
[ ص: 364 ] [ ص: 365 ] [ ص: 366 ] [ ص: 367 ]