1. الرئيسية
  2. تعظيم قدر الصلاة للمروزي
  3. مستوى باب ذكر الأخبار المفسرة بأن الإيمان والإسلام تصديق وخضوع بالقلب واللسان

تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
367 - حدثنا سعيد بن مسعود ، ثنا يحيى بن أبي بكير ، ثنا زهير بن معاوية ، ثنا عبد الله بن عطاء ، قال : حدثني عبد الله بن بريدة ، أن يحيى بن يعمر ، حدثه ، أنه حج فلقي عبد الله بن عمر ، قال : كنت إذا لقيته أعجبته ، وصافحني ، وسألني عن أهلي ، وعن حاجتي ، ثم سألني عن الناس ، وأني أخبرته أن الناس قد كثر قراءة القرآن منهم ، وأنهم يزعمون أنهم يستأنفون العمل استئنافا ، قال يحيى : فأرخى يده من يدي ، ثم قال : إذا جئتهم ، فقل : إن عبد الله بن عمر ، يقول : إنكم براء مني ، وأنا بريء منكم ، ثلاث مرات قالها ، والذي نفسي بيده ، لو أن لكل إنسان منكم مثل أحد ذهبا ، أنفقه في سبيل الله ، ما يقبله الله منه ، حتى يؤمن بالقدر كله .

وحدثني عمر بن الخطاب ، أنه كان جالسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوم ، فأقبل رجل شاب ، عليه ثياب بياض ، لا يلوح [في] وجهه سفر ، ولا يعرف ، حتى قام على القوم فسلم ، فقال : يا محمد ، أدنو منك ؟ ! فقال رسول [ ص: 374 ] الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعم ، ادن مني! " فدنا منه حتى وضع ركبتيه على ركبتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ويديه على فخذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال بصوت عال : يا محمد! أسألك ؟ ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعم " يجيبه بمثل صوته بالارتفاع ، فقال : يا محمد! ، ما الإسلام ؟ ! قال : " أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وتصلي الخمس ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت " ، قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ ! قال : " نعم " ، فقال عمر : فعجبنا من مسألته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يعرفه أحد منا ، ثم قال له : ما الإيمان يا محمد ؟ ! فقال : " الإيمان : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والبعث بعد الموت ، والجنة والنار ، والميزان ، والقدر كله ، خيره وشره " ، قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن ؟ ! قال : " نعم! " قال : يا محمد! ، فما الإحسان ؟ ! قال : " الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه ، فإنك إن لا تراه ، فإنه يراك " . قال : فإذا فعلت ، فأنا محسن ؟ ! قال : " نعم! " قال : محمد! ، فمتى قيام الساعة ؟ ! قال : " والذي نفسي بيده ما المسئول عنها ، بأعلم من السائل " ، قال : صدقت ، فتعجبنا من تصديقه رسول الله ، ولا يعرفه ، قال : " إنها فيما استثنى الله : [ ص: 375 ] (
إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) ، ولكن من أشراطها : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الصم ، البكم ، العمي ، الحفاة ، رعاء الشاة ، يتطاولون في البناء ملوك الناس " ، فقام فانطلق ، فقلنا : يا رسول الله! ، من هؤلاء الذين نعت ؟ ! قال : " هم العرب " . قال : حتى إذا كان بعد ثالثة ؛ قال عمر بن الخطاب : لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " يا ابن الخطاب! ، هل تدري من السائل ؟ ! قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " ذاك جبريل ، أتاكم ليعلمكم دينكم " .


قال أبو عبد الله : ورواه يحيى بن سعيد القطان ، عن عثمان بن غياث ، قال : حدثني عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، وحميد بن عبد الرحمن ، أنهما لقيا عبد الله بن عمر ، فذكر القصة ، عن عمر بن الخطاب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو ذلك ، في الإسلام ، والإيمان ، والإحسان . [ ص: 376 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية