392 - حدثنا
محمد بن عبيد بن حساب ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15743حماد بن زيد ، ثنا
أيوب ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة ، عن رجل ، من أهل
الشام ، عن أبيه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : " أسلم ، تسلم " . قال :
وما الإسلام ؟ ! قال : " أن تسلم قلبك لله ، ويسلم المسلمون من لسانك ويدك " .
قال :
فأي الإسلام أفضل ؟ ! قال : " الإيمان " .
[ ص: 402 ]
قال :
وما الإيمان ؟ قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وبالبعث بعد الموت " .
قال :
فأي الإيمان أفضل ؟ قال : " الهجرة " .
قال : وما الهجرة ؟ قال : " أن تهجر السوء " .
قال : فأي الهجرة أفضل ؟ ! قال : " الجهاد " ، قال :
وما الجهاد ؟ ! قال : " أن تجاهد ، أو قال : تقاتل ، الكفار إذا لقيتهم ، ولا تغل ، ولا تجبن " . ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإصبعيه ، " ثم عملان هما
أفضل الأعمال ، ألا من عمل بمثلهما ، قالها ثلاثا ، حجة مبرورة ، أو عمرة " .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17032أبو عبد الله : أولست ترى ؟ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له : " أسلم ، تسلم " ، فجعل دعاءه إلى الإسلام كلمة واحدة جامعة ، أي إنك إذا أسلمت ، سلمت من كل سوء ، فلما سأله : ما الإسلام ؟ ! قال : " أن تسلم قلبك لله ، وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك " ، فزاده تفسيرا وبيانا ، فلما قال له : أي الإسلام أفضل ؟ قال : " الإيمان " ، فجعل الإيمان من الإسلام ، فلما قال له : وما الإيمان ؟ قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله " ، وسكت له عن ذكر العمل ، فكأن الرجل علم أن العمل قد دخل في ذلك ، فقال له : فأي الإيمان أفضل ؟ قال : " الهجرة " ،
[ ص: 403 ] فجعلها كلمة واحدة جامعة ، فلما قال له : فما الهجرة ؟ قال : " أن تهجر السوء " ، فزاده تفسيرا وبيانا ، فلما قال له : فأي الهجرة أفضل ؟ قال : " الجهاد في سبيل الله " ، وقد قال له قبل ذلك : " الهجرة أن تهجر السوء " ، أي إنك إذا هجرت السوء ، رغبت في الخير ، ومن خير ما أنت راغب فيه الجهاد في سبيل الله ، ثم الحج والعمرة من الإيمان ، وقد بدأ قبل ذلك ، فأخبره أن الإيمان إنما هو أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، ففي ذلك بيان ما قلنا : إن الإيمان بكتاب الله ، إنما هو اتباع ما فيه ، فقد أمر فيه بالهجرة ، والحج ، والعمرة ، والجهاد ، واجتناب السوء .