تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
أمر التهدد والوعيد :

ووجه آخر : لفظه لفظ الأمر ، والمراد به التهدد ، والوعيد ، من ذلك قوله : ( قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه ) .

وقوله : ( قل استهزئوا إن الله مخرج ما تحذرون ) .

وقوله لإبليس : ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) .

وقوله : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) كل هذا على الوعيد ، والتغليظ تحذيرا ، وتهديدا ، لا على أمر التعبد ، ولا على الإباحة .

ومنه حديث المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من باع الخمر فليشقص الخنازير " .

608 - حدثنا إسحاق ، أنا وكيع ، ثنا طعمة الجعفري ، عن [ ص: 565 ] عمر بن بيان التغلبي ، عن عروة بن المغيرة ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من باع الخمر فليشقص الخنازير " .

قال وكيع : يقصبها .

* قال أبو عبد الله : قوله : فليشقص الخنازير ظاهره أمر ، وباطنه نهي ، فكذلك قوله : ( قولوا أسلمنا ) ليس هو أمر تعبد لهم بأن يقولوا أسلمنا لغير الله ، ولو قالوه ما كانوا مطيعين ، وكانوا كالذين قال : ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين ) ، فقعدوا ، ولم يكونوا مطيعين بالقعود ، لأن قعودهم لم يكن لله ، وكذلك أولئك لم يكن إسلامه لله ، ولو كانوا أسلموا [ ص: 566 ] لله مخلصين له دينهم ، ثم قالوا : أسلمنا ، لكانوا مطيعين لله ، مؤمنين به ، لأن الإيمان بالله والإسلام لله لا يفترقان .

التالي السابق


الخدمات العلمية