فرق
المرجئة وفساد مذهبهم :
1 - ففرقة من أهل الجهل منهم ، والمعاندة أنكرت هذه الأخبار ، وردتها ، وذلك لقلة معرفتهم بالآثار ، وجهلهم بتأويلها ، وذلك لقلة اتساعهم في كلام العرب ، ومذاهبها ، واتباعهم أهواءهم ، فلما لم توافق مذاهبهم ، ورأوا أنهم إن أقروا بها لزمتهم الحجة ، ووجب عليهم الانتقال عن مذاهبهم لم يجدوا أمرا أسهل عليهم من جحودها ، والكفر بها .
2 - وفرقة منهم كرهوا أن ينسبوا إلى مخالفة الآثار ، والتكذيب بها ، فأقروا بها ، وحرفوها ، فتأولوها على غير تأويلها ، فقالوا : ليس قول النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=690670 " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " خبرا ، إنما هو نهي ، لا خبر ، فقالوا : " لا يزني " ، أي لا يأتي الزنا ، وهو مؤمن على معنى النهي ، كما
[ ص: 642 ] قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=73236 " لا يصلي أحدكم وهو يدافع الأخبثين " ، ينهاه أن يصلي وهو حاقن للبول ، ممسك للغائط يدافعه ، وكذلك نهى أن يزني ، وهو مؤمن تنزيها للإيمان ، وتعظيما للمؤمن أن يأتي بالزنا وهو مؤمن .
696 - وقد حدث
محمود بن آدم ، ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبو معاوية ، عن
جويبر ، عن
الضحاك ، قال : " إنما كانت هذه الرواية نهيا ، لا ينبغي للمؤمن أن يزني ، ولا ينبغي للمؤمن أن يسرق ، فوضعها الناس على غير وجهها ، فقالوا : لا يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق وهو مؤمن " .