تعظيم قدر الصلاة للمروزي

المروزي - محمد بن نصر بن حجاج المروزي

صفحة جزء
قال أبو عبد الله : قال الله عز وجل فيما يوبخ به الكافر على كفره به ، وتركه الصلاة له ، وسائر الفرائض : ( فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ) . ( فلا صدق ) لا آمن بالله تعالى ( ولا صلى ) لله عز وجل ، ( ولكن كذب ) بالله تعالى ، وبكتابه ، ( وتولى ) عن طاعته من إقامة الصلاة ، وسائر الفرائض ، ثم أوعده على ذلك كله وعيدا بعد وعيد ، فقال تعالى : ( أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى ) ، وقال عز وجل : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ) ، فأوعدهم وعيدا غليظا على إضاعتهم الصلاة ، واتباعهم الشهوات ، وهم كفار ، والدليل على كفرهم قوله تعالى : ( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا ) قال المفسرون : ( تاب ) من الشرك ، ( وآمن وعمل صالحا ) أداء الفرائض .

وقال الله عز وجل فيما حكى عن الكفار أنهم سئلوا بعد دخولهم النار ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين ) ، فأخبروا أنهم عذبوا على تركهم الصلاة ، وإطعام المسكين ، ويشبه أن يكونوا أرادوا بتركهم إطعام المسكين منعهم الزكاة . [ ص: 989 ] الدليل على ذلك قوله تعالى : ( وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية