وقد اختلف أهل العلم في حكم
بني المطلب هل هم في حرمة الصدقة كحكم
بني هاشم في حرمتها عليهم أم لا ؟ فكان
nindex.php?page=showalam&ids=14954أبو يوسف ومحمد يذهبان إلى أن
بني المطلب غير داخلين في تحريم الصدقة ، ويذهبان إلى أنهم كغيرهم من سائر بطون
قريش سوى
بني هاشم في حل الصدقة لهم .
وكان
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي يذهب إلى تحريم الصدقة عليهم ويجعلهم في ذلك
كبني هاشم ، وكان مما يحتج به في ذلك ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قسم بينهم ذوي القربى ، فأدخل فيه
بني المطلب مع
بني هاشم ، وجعلهم فيه كهم ، ولم يدخل معهم فيه سواهم من سائر بطون
قريش ، فمما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما :
798 - حدثنا
علي بن شيبة ، ومحمد بن بحر بن مطر البغداديان ، قالا : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12563محمد بن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب ، nindex.php?page=hadith&LINKID=33321عن nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم ، قال : لما قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سهم ذوي القربى ، أعطى بني هاشم وبني المطلب ، ولم يعط بني أميه ، ولا بني نوفل شيئا ، فأتيت أنا وعثمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : يا رسول الله ، هؤلاء بنو هاشم فضلهم الله - عز وجل - بك ، فما بالنا وبنو المطلب ، وإنما نحن وهم في النسب شيء واحد ؟ فقال : " إن بني المطلب لم يفارقوني في جاهلية ولا في إسلام " .
قال : أفلا ترى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جعلهم في سهم ذوي القربى
كبني هاشم ، لا كمن سواهم من سائر بطون
قريش .
فكان من حجة الآخرين عليهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يعط
بني المطلب من سهم ذوي القربى ، لأنهم قرابة له كقرابة
بني هاشم ، ولكنه إنما أعطاهم للعلة التي اعتل بها على
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان ، وعلى
nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم .
وفي تركه - صلى الله عليه وسلم - التكثير عليهما في قولهما له : هؤلاء
بنو هاشم فضلهم الله بك ، فما بالنا
وبنو المطلب ، وإنما نحن وهم في النسب شيء واحد ، دليل على أنه لم يعط
بني المطلب من جهة النسب ، إذ كان قد حرم من هو في النسب كهم ، ولكنه أعطاهم للجهة الأخرى .
وقد رأينا من سوى
بني المطلب ممن قد ولده
هاشم ممن كان مفارقا لرسول الله في الجاهلية والإسلام وهو
أبو لهب ، وما ولد في زمان النبي صلى الله
[ ص: 382 ] عليه وسلم ، قد دخل مسلمو ولده في حرمة الصدقة ، لأنهم من
بني هاشم ، وليسوا ممن كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية والإسلام . فدل ذلك على أن تحريم الصدقة لم يدخل فيه من كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية من غير
بني هاشم ، وأنه إنما هو على
بني هاشم خاصة ممن كان معه في الجاهلية أو لم يكن ، ولما كان
بنو أبي لهب يدخلون منه في النسب من
هاشم ، كان كذلك
بنو المطلب يخرجون منه بخروجهم من النسب من
هاشم .